الجمعة، 7 يوليو 2023

ما بين الإسراف والتبذير

 

   

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

الإسراف: هو الاشتطاط والإيغال في الخروج من الحلال إلى الحرام، ولا علاقة له بزيادة أو نقصان. فكثيره وقليله سواء. في الحلال نجد في قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف 31). وفي الحرام في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ} (الإسراء 33)، فقتل القاتل حلال عن طريق تطبيق القانون (التشريع) وليس بالانتقام، أما قتل كلّ أسرته أو عشيرته فإسراف في ممارسة عقوبة وذلك محرّم. وقل مثل ذلك في الكفر بالله الذي يُعدّ إسرافاً: {… وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} (يونس 83)، وفي غيره من المحرّمات الأخرى كالغشّ في المواصفات وغيرها. والإسراف لا يكون إلّا في الكيف.

 التبذير: هو تجاوز حدود الإنفاق في الوجوه المشروعة المباحة، مثاله رجل أوصى بـ 90% من ثروته للجمعيات الخيرية. ورجل دعا ثلاثة من أصحابه إلى مأدبة فصنع لهم طعاماً يكفي ثلاثين. والتبذير لا يكون إلّا في الكمّ ضمن الحلال لقوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (الإسراء 26).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرجوكم تنبيهنا لاي خطأ او ملاحظة واجرنا واجركم على الله