الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
العقد: هو اتفاق بين طرفين بكلّ طواعية على أمر ما. وأنواع العقود كثيرة. وأيّ عقد عبارة عن تكليف بين طرفين أو أطراف، لأنّه يرتبط بشروط يتّفق عليها الطرفان أو الأطراف المتعاقدة التي يجب على كل طرف الوفاء بها لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ…} (المائدة 1).
مثال العقد الدستور الذي يُعدّ أعلى عقد في المجتمع ويكون بين السلطة والشعب.
العهد في اللغة والجمع : عُهُودٌ
ويأتي العهد على عدة معان، وهي :
1- العهد: الموثق واليمين يحلف بها الرجل والجمع كالجمع، تقول: علي عهد الله وميثاقه، وقيل: ولي العهد، لأنه ولي الميثاق الذي يؤخذ على من بايع الخليفة.
2- والعهد: الوصية، يقال عهد إليَّ في كذا: أوصاني.
3- والعهد: التقدم للمرء في الشيء، ومنه العهد الذي يكتب للولاة، والجمع: عهود، وقد عهد إليه عهدًا.
4- والعهد: الوفاء والحفاظ ورعاية الحرمة.
5- والعهد: الأمان، ومنه اشتقاق العهدة.
6- والعهد: الالتقاء، وعهد الشيء عهدًا عرفه، وعهدته بمكان كذا أي لقيته وعهدي به قريب.
7- والعهد: يقال: عهدي بفلان وهو شاب، أي: أدركته فرأيته كذلك.
8- والعهد: المنزل الذي لا يزال القوم إذا انتأوا عنه رجعوا إليه،
9- والعهد: أول مطر، والولي الذي يليه من الأمطار وقد عهدت الأرض فهي معهودة أي: ممطورة.
10- والعهد: الزمان،
11- والعهد: التوحيد.
12- والعهد: الضمان.
والعهد هو التعهّد بالالتزام ببنود ميثاق ما. ويأتي العهد بعد الميثاق. وسُمّي عهداً لأنه ممّا يجب الحفاظ عليه لقوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (يس 60)، وهو ما يلزم الإنسان نفسه به، أي التزام الإنسان الطوعي بأمر ما. وهو ما يُعرف في المفهوم المعاصر بالقسم بالالتزام بميثاق ما كالقسم المهني أو العسكري أو السياسي، ولا يكون إلا علناً كما في قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ..} (آل عمران 76).
معنى نقض العهد اصطلاحًا:
هو عدم الوفاء بما أعلن الإنسان الالتزام به، أو قطعه على نفسه من عهد أو ميثاق، سواء فيما بينه وبين الله تعالى، أو فيما بينه وبين النَّاس
'العهد' في الإسلام هو الاتفاقية التي يبرمها أي مسلم مع أي طرف آخر مسلما كان أو كافرا شدد الدين الإسلامي على ضرورة الوفاء بالعهود قال الله: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }الإسراء34 قوله (وأوفوا بالعهد) إذا عاهدتم الله أو الناس (إن العهد كان مسؤولا) عنه {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }النحل91
ومدح الموفون بالعهد بقوله (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)البقرة 177 وأعدهم من المتقين {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }آل عمران76 {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ }الرعد20
أنواع العهود في الإسلام
عهود بين الله والناس: قال الله تعالى - .مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا-
عهود بين الناس مع بعضهم. مثل عهود الزواج وحقوق الجوار وحقوق الأخوة.
وقد تتابعت آيات القرآن الكريم تحض على الوفاء وتخوف من الغدر قال الله تعالى - وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا -
ومن الشؤون التي اهتم بها الإسلام ونوه كثيراً بقيمة الوفاء بها، الديون، فإن سدادها من آكد الحقوق عند الله تعالى، حتى إن الشهيد يغفر الله له كل شيء إلا قضاء الدين، وبالرغم من ذلك التحذير لخطر الدَّين في الدنيا والآخرة، إلا أن بعضاً من الناس قد استهانوا بالديون فاقترضوها لشهوات الغي والبطون والفروج عن طريق الربا المحرم تحريماً باتاً فنكبوا نكبات جائحة في ديارهم وأموالهم،
الفرق بين الوعد والعهد
الوعد: فهو الإخبار عن فعل المرء أمراً في المستقبل يتعلق بالغير. قال ابن عرفة: إخبار عن إنشاء المخبر معروفاً في المستقبل. قال أبو هلال العسكري: والفرق بين الوعد والعهد : أن العهد ما كان من الوعد مقروناً بشرط ، نحو: إن فعلت كذا فعلتُ كذا.
وأما العهد فيلزم الوفاء به لأنه قائم على الالتزام، ثم إنه قد يكون مع الله تعالى، ومن ذلك النذر، وقد يكون مع البشر ومن ذلك سائر العقود التي يتعامل بها الناس وفي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، يعني أوفوا بالعهود التي عاهدتموها ربَّكم، والعقود التي عاقدتموها إياه، وأوجبتم بها على أنفسكم حقوقًا،
كلمة عهد الواردة في المصحف
في سورة البقرة
- الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)
- يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون (40)
سورة البقرة - وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون (80)
- أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون (100)
- وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124)
- وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (125)
- ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (177)
في التوبة
- كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين (7)
- وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون (12)
- إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (111)
في سورة آل عمران
- بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين (76)
- إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (77)
- الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين (183)
في سورة الرعد
- الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق (2
- والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (25)
سورة اﻷنعام - ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون (152)
سورة اﻷعراف - وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين (102)
سورة اﻷعراف - ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل (134)
سورة اﻷنفال - الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون (56)
- إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين
سورة النحل - وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون (91)
- ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون (95)
سورة اﻹسراء - ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا (34)
سورة مريم - أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا (78)
- لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا (87)
سورة طه - فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي (86)
- ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما (115)
سورة المؤمنون - والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (8)
اﻷحزاب - ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا (15)
سورة يس - ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (60)
سورة الزخرف - وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون (49)
سورة المعارج - والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرجوكم تنبيهنا لاي خطأ او ملاحظة واجرنا واجركم على الله